عن المؤتمر
الخلفية
في العقود الأخيرة، أصبحت الاستدامة وإدارة الموارد المائية موضوعاً يحظى بالاهتمام الدولي، نظراً للتحديات التي تواجه المياه العذبة والتقلبات في هطول الأمطار. هذه التحديات تتفاقم بفعل التغيرات المناخية، الزيادة في عدد سكان العالم، والطلب المتزايد على الطاقة المترافق مع استهلاك المياه، مما يفاقم مشاكل الأمن الغذائي، لا سيما في المناطق القاحلة وشبه القاحلة حيث النقص الحاد في المياه وحيث تكون الموارد التقليدية محدودة وغير متجددة إلى حد كبير. لذا، فإن الإدارة الفعّالة والمستدامة لمصادر المياه أصبحت ضرورة ملحة. وفي هذا السياق، أصبح إنتاج وإعادة استخدام الموارد المائية غير التقليدية بديلاً ذا أهمية للموارد المائية غير المستدامة. على سبيل المثال، أصبحت مياه الصرف الصحي المعالجة ومياه البحر المحلاة محطّ اهتمام دولي كمصادر للري، حيث يمكن أن تسهم في التخفيف من هذه التحديات وتلبية الطلب المتزايد على المياه. تعتبر المياه تحدياً رئيسياً للتنمية في بلدان منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا أكثر من أي منطقة أخرى. ولمواجهة هذا التحدي، تستثمر هذه البلدان في بناء البنية التحتية الخاصة بالمياه، وتخزين المياه، وتطوير أنظمة الري. فضلاً عن ذلك، تعتبر منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا رائدة على مستوى العالم في استخدام تقنيات المياه غير التقليدية، بما في ذلك تحلية المياه وإعادة استخدام مياه الصرف الصحي المعالجة. تستهلك منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا كميات من المياه تفوق قدرة مواردها المتجددة، حيث يتم استخراج أكثر من نصف المياه للزراعة بسبب عدم كفاءة أنظمة الري، وذلك كما أفادت منظمة الأغذية والزراعة. وتتوقع المنظمة أنه بين عامي 2005 و2050، سيحتاج إنتاج الغذاء في العالم إلى زيادة بنسبة 70% تقريباً، وعليه، يجب على الدول العمل على تحسين كفاءة استخدام المياه في الزراعة وإعادة استخدام المياه المعالجة والمياه الرمادية.المؤتمر الإقليمي الأول للري والصرف بالشرق الأوسط
- تنظم المنظمة الدولية للري والصرف مؤتمرات إقليمية في أربع مناطق من العالم: المنطقة الأفريقية ، والمنطقة الأوروبية ، والمنطقة الآسيوية ، ومنطقة البلدان الأمريكية. وبناء على ذلك، ستستضيف المملكة العربية السعودية المؤتمر الإقليمي الأول للري والصرف للشرق الأوسط خلال الفترة من 26 إلى 28 فبراير م2023 في الرياض، وتنظمه اللجنة السعودية للري والصرف (SACID) بالشراكة مع المنظمة الدولية للري والصرف ICID.
- سيركز المؤتمر الإقليمي الأول للري والصرف بالشرق الأوسط على الموضوع الرئيسي " قطاع الري والتنمية المستدامة " في ظروف الجفاف وندرة المياه وفي إطار موارد المياه المتجددة وغير المتجددة، وإنتاج وإعادة استخدام موارد المياه غير التقليدية مثل مياه الصرف الصحي المعالجة. وسيكون المؤتمر فرصة مناسبة لتسليط الضوء على العديد من الدروس الرئيسية التي يمكن تطبيقها في قطاع الري في جميع أنحاء العالم: (i) الاتجاهات في تطوير الري وإدارته ، والبرامج الجارية والمخطط لها في البلدان والمناطق وبناء القدرات المطلوبة لتحقيق الأهداف (ii) كما تناقش التقنيات بالإضافة إلى مياه الصرف الصحي المعالجة (عدة وجهات نظر فيما يخص إعادة الاستخدام الفعال إلى الآمن) وإعادة الاستخدام والصرف و التربة وتأثيراتها على النبات وتحلية المياه للري والدروس المستفادة وحصاد المياه وتشغيل السدود للري ، (iii) وأخيرا القيمة المضافة العملية للتقنيات مثل جمع البيانات وتنظيمها لدعم القرار والذكاء الاصطناعي المطبق في الري (الري الذكي ، الكفاءة والاستدامة، والإنذار المبكر بشأن الري، ومعايير جودة المياه وآثار الري على التربة/النبات).
- تستضيف المملكة العربية السعودية المؤتمر رسميا. وتقع البلاد في غرب آسيا، يحدها البحر الأحمر من الغرب والأردن والعراق والكويت من الشمال ؛ الخليج العربي وقطر والإمارات العربية المتحدة من الشرق. عمان إلى الجنوب الشرقي; واليمن إلى الجنوب. عاصمتها وأكبر مدنها هي الرياض. والبلاد تضم أقدس مدينتين في الإسلام مكة المكرمة والمدينة المنورة،.
- تتمتع المملكة بمناخ صحراوي استوائي وشبه استوائي، حيث تعاني معظم المناطق من ارتفاع درجات الحرارة والظروف القاحلة بسبب الرياح الجافة. كما أنها تشهد اختلافات كبيرة في درجات الحرارة والمواسم والمناطق، بسبب جفافها وسمائها الخالية من الغيوم نسبيا، فضلا عن موقعها الجغرافي. يبلغ متوسط درجات الحرارة في الصيف حوالي 45 درجة مئوية (113 درجة فهرنهايت)، ولكن يمكن أن يصل إلى 54 درجة مئوية (129 درجة فهرنهايت) في أقصى حالاته. في فصل الشتاء نادرا ما تنخفض درجة الحرارة إلى أقل من صفر درجة مئوية (32 درجة فهرنهايت) باستثناء المناطق الشمالية من البلاد حيث تساقط الثلوج السنوي ولا سيما في المناطق الجبلية في محافظة تبوك. ويقل معدل هطول الأمطار السنوي عن 150 مم في معظم أنحاء المملكة باستثناء المناطق الجنوبية بمتوسط 300 مم (12 بوصة) من الأمطار وتختلف في تأثرها بالرياح الموسمية في المحيط الهندي والتي تحدث عادة بين شهري أكتوبر ومارس. يبلغ متوسط ارتفاع البلاد 665 م فوق مستوى سطح البحر وأعلى قمة جبلية تبلغ 3002 مترا.
- ويؤدي ارتفاع درجات الحرارة وانخفاض هطول الأمطار إلى زيادة في معدل البخر والنتح، وانخفاض في رطوبة التربة وتآكلها ، وكلها تؤثر سلبا على المنتجات الزراعية والموارد المائية، ولا سيما موارد المياه الجوفية والسطحية.
- المملكة لديها موارد محدودة من المياه الجوفية غير المتجددة مع انخفاض معدلات تغذية طبقات المياه الجوفية، بسبب الظروف المناخية القاحلة. وتشهد الاحتياجات المائية في المملكة (التي قدرت في عام 2015 بنحو 24.8 مليار متر مكعب) زيادة سنوية مطردة بنسبة 7٪. ويعتبر القطاع الزراعي هو أكبر مستهلك للمياه في المملكة حيث يستحوذ على84٪ من إجمالي الطلب على المياه (الاستراتيجية الوطنية للمياه).
- وفي ظل الاعتماد الكبير على المياه الجوفية غير المتجددة (تصل إلى 90٪ من إجمالي الطلب)، تم تحديد أهداف لزيادة كفاءة الري الزراعي بنسبة 75٪ بحلول عام 2030م ، بالإضافة إلى فرض تخفيض طموح في كمية استخدام المياه الجوفية غير المتجددة في عام 2030 (الاستراتيجية الوطنية للمياه).
- تمكنت المملكة العربية السعودية من زيادة فرص الحصول على المياه النظيفة وخدمات الصرف الصحي المحسنة لا سيما في المناطق الريفية. حيث قامت الحكومة بتحسين البنية التحتية للمياه والصرف الصحي ، زيادة حصول السكان على مياه الشرب ، والحد من هدر المياه وتحسين كفاءة استخدامها. وقد اتخذت الحكومة خطوات لمعالجة ندرة المياه من خلال مبادرات مختلفة، مثل تحلية المياه، إعادة استخدام مياه الصرف الصحي المعالجة، تطوير المياه الجوفية المتجددة، حصاد مياه الأمطار، وتطبيق أنظمة الري الفعالة.
- استثمرت حكومة المملكة في تحديث مرافق معالجة مياه الصرف الصحي وتحسين إدارة مياه الصرف الصحي للحد من تأثير مياه الصرف الصحي على الصحة العامة والبيئة فضلا عن توفير كميات وفيرة من المياه المعالجة ثلاثيا التي يمكن إعادة استخدامها داخل المنظومة بما في ذلك الزراعة والصناعة والأنشطة الحضرية وذلك وفقا للمعايير والمبادئ التوجيهية المعمول بها. بالإضافة إلى تشجيع إعادة استخدام مياه الصرف الصحي المعالجة للأغراض الزراعية وغيرها من الأغراض غير الصالحة للشرب للحفاظ على الموارد المائية وتقليل الطلب على إمدادات المياه العذبة. ومن المتوقع بحلول عام م2030م أن يصل إجمالي مياه الصرف الصحي المعالجة المنتجة إلى 10.3 مليون متر3/ يوم. وبناء على ذلك تم وضع هدف طموح لرفع إعادة استخدام مياه الصرف الصحي المعالجة من نسبة 22.55٪ في عام 2022، إلى 80٪ من إجمالي الكمية المنتجة بحلول عام 2030 (الاستراتيجية الوطنية للمياه).
- تم إجراء إصلاحات كبيرة في قطاع الري بما في ذلك إعادة هيكلة المؤسسة العامة للري لقيادة وإدارة وتطوير قطاع الري في المملكة، والإيقاف التدريجي لري المحاصيل ذات الاستهلاك العالي للمياه ، مثل القمح والبرسيم والأعلاف ، وتطبيق أساليب وممارسات الري الحديثة ، والحد من الاستهلاك الزراعي للمياه من الموارد غير المتجددة وإصلاحات تعرفة المياه وبرامج الحوافز.
- موارد المياه السطحية في المملكة العربية السعودية محدودة وتتركز بشكل رئيسي في المنطقة الجنوبية الغربية من البلاد نظرا لمعدل هطول الأمطار المرتفع نسبيا. ويوجد في البلاد عدد قليل من الوديان الرئيسية التي تحمل فوائض مياه الأمطار والسيول موسميا مثل وادي حنيفة والتي تم تطويرها للأغراض الزراعية والترفيهية. ومع ذلك فإن معظم هذه الوديان موسمية وجافة خلال أشهر الصيف، مما يترك البلاد مع موارد محدودة للغاية من المياه السطحية.
- وقد أدت الجهود المبذولة لزيادة توافر المياه وسعة التخزين إلى تنفيذ أكثر من 550 سدا مائيا، بسعة تخزين إجمالية تبلغ حوالي 2.6 مليار م3. بالإضافة إلى ذلك تم إنشاء مبادرة "إعادة تأهيل المدرجات الزراعية وتنفيذ تقنيات حصاد مياه الأمطار في جنوب غرب المملكة العربية السعودية" كجزء من رؤية 2030، مما يعزز استراتيجيات الحفاظ على المياه. بالإضافة إلى ذلك نفذت البلاد العديد من الحلول المبتكرة، بما في ذلك استخدام مياه البحر المحلاة ومياه الصرف الصحي المعالجة لأغراض الري وأغراض أخرى، وتدابير صارمة للحفاظ على المياه، مثل تنظيم استهلاك المياه وتعزيز تقنيات توفير المياه..